الفصل 026 : هوية الرجل الغامض.

---------------------------------

دخل (أورين) مع الدكتور (مونرو)، وجلس الإثنين في مكانيهما كطبيب ومريضه الخاص. وكانت محادثتهما كالآتي:

الدكتور (مونرو): "إذن يا (بول). هذه زيارتك الأولى، أليس كذلك؟"

أجاب بصفته (بول): "نعم هذا صحيح."

الدكتور (مونرو): "حسنا، تحدث إليّ. ماذا يزعجك يا (بول)؟"

"لا أعلم يا دكتور. كنت آمل أن تخبرني أنت." أجاب (أورين) بهذه الطريقة لأنه لا يعلم من هو (بول) هذا ولا يعلم ما به وهو لا يريد أن يقول أشياء لا تتماشى مع أقوال المريض الأصلي.

فنظر الدكتور (مونرو) إلى شاشة حاسوبه المحمول ومن ثم قال:

"هممم... حسنا، سنبدأ بإختبار تاتقييم تانفسي. بهذه الطريقة، سنستطيع إستنتاج ملف نفسي خاص بك لنعمل عليه. هذا الإختبار دقيق بنسبة 96%."

فأجاب (أورين) متحمساً لإجراء الإختبار، فهو يحب مثل هذه الأشياء:

"واو، هذه نسبة مئوية مرتفعة. يبدو ذلك جيدا، هيا لنبدأ."

الدكتور (مونرو): "حسنا، ها نحن ذا. فقط تذكر: لا توجد هناك أجوبة خاطئة، يمكنك الإجابة على الأسئلة بكل صدق وعفوية."

أجاب مبتسما: "بالطبع."

الدكتور (مونرو): "حسنا، السؤال الأول - *

بينما أنت تعمل كمتدرب في مستوصف، هناك مريض معين لديه عدوى غريبة في قدمه وفجأة عندما كان يريد الدخول إلى الغرفة قام بالتعثر عبر الباب. العدوى بدأت تنتشر بمعدل ينذر بالخطر في جسمه، ولكن الطبيب لا يوجد هناك معك لأنه خرج في استراحة. ماذا ستفعل؟*

"

أجاب وكانت يداك مكثفتان على صدره بينما يحرك يده اليمنى في الهواء وهو يتحدث:

"حسنا، من المنطقي أن أول شيء سأقوم به هو أن أبتر قدمه قبل أن تنتشر العدوى في جسده بسرعة."

الدكتور (مونرو): "السؤال الثاني - *

اكتشفتَ بأن هناك فتاة تختبئ وراء السياج. وهي تبدو مرعوبة وقامت بطلب مساعدة، ولكن في نفس الوقت يبدو أن بحوزتها ممتلكات مسروقة. ماذا ستفعل؟*

"

ابتسم مجددا وأجاب وبدا وكأنه متحمس: "حسنا، هذا يعتمد على إن كانت الفتاة مثيرة؟"

الدكتور (مونرو): "السؤال الثالث - *

قامت جدتك بدعوتك لحفلة شاي، ولكنك تتفاجأ عندما تعطيك مسدساً وتأمرك بقتل شخص ما. ماذا ستفعل؟*

"

ظهرت تكشيرة على وجهه وقال: "يا رجل ما هذا السؤال الغبي؟ بالطبع سوف أطيعها! إنها جدتي!"

الدكتور (مونرو): "السؤال الرابع - *

قمتَ بعمل معروف إلى رجل فاحش الثراء، وقال بأنه سوف يمنحك مكافئة. ماذا ستطلب منه؟

"

"إن كانت لديه إبنة جميلة ومثيرة، فلما لا أطلب منه أن أنام معها؟ فهو يدين لي بمعروف أليس كذلك؟ هاها"

الدكتور (مونرو): "السؤال الخامس - *

اكتشفتَ بأن صديقا قديما لك، ينام مع حبيبتك. كيف ستكون ردة فعلك؟

"

"سوف أنام مع والدته ومع أخته، كإنتقام."

الدكتور (مونرو): "السؤال السادس - *

قررتَ أنه سيكون من الممتع القيام بمقلب لوالدك. دخلتَ إلى مرحاضه الخاص عندما لم يكن أحد في المنزل، وسوف تقوم ب...*

"

"سوف أقوم بتغيير دواء داء السكري الخاص به بقطع حلوى سكر." ثم ضحك ضحكة طويلة.

الدكتور (مونرو): "حسنا... الآن، سوف أريك بعض الصور. وأريدك أن تخبرني بأيّاً كان الشيء الذي تراه فيهم."

"حسنا."

أجاب وبدا أنه متيقن من جوابه: "ملاك ذو رأسين. ويوم القيامة قد إقترب."

أجاب متسائلاً: "جهاز تناسلي أنثوي؟"

وهذه المرة أجاب متيقنا أيضاً: "جهاز تناسلي أنثوي آخر."

هذه المرة بدا وكأن صبره بدأ ينفد فقال غاضباً ومنزعجاً: "إن لم يكن هذا جهاز تناسلي أنثوي آخر، فسوف أخرج من هنا حالاً!"

الدكتور (مونرو): "حسنا، لقد إنتهيناً، يا (بول). دعني أتحقق من النتيجة....... هممم... نعم.. كما توقعت... أنت مدمن على الجنس."

استغرب (أورين) وهو يحاول أن يكتم ضحكته وسأل: "إدمان على الجنس؟"

ضيق الدكتور (مونرو) عيناه وقال: "أنا أخشى أن ذلك صحيح. حياتك يتم التحكم فيها باستمرار عبر حوافز جنسية. كل ما تستطيع التفكير به فقط هو الجنس، مما يبقيك بعيدا عن التركيز على دراستك."

على الرغم من أن كل ما قاله الطبيب غير صحيح لأن (أورين) ليس مدمناً على الجنس، وأيضاً كل أجوبته فقط من باب المزاح لا أكثر ولا أقل ما عدا جوابه على الصورة الأولى. فقرر أن يجاري الدكتور (مونرو) في كلامه وقال له بينما كان يُظهر ملامح كئيبة قليلاً:

"أجل، هذا يبدو تماما على أنه أنا، يا دكتور."

الدكتور (مونرو): "النتائج أيضاً تشير إلى أن لديك ميول مرتفع إلى الشذوذ الجنسي، بنسبة 40%."

صمت (أورين) قليلاً، وأخفض رأسه ووضع يديه على وجهه محاولاً كبت ضحكة تكاد تنفجر منه وقال بصوت منخفض:

"أوه يا إلاهي هذا سيء ومحرج."

الدكتور (مونرو): "ولكن لا تقلق، أنا هنا لكي أساعدك. سوف تتغلب على إدمانك على الجنس بدون أن تلاحظ ذلك. لذلك سوف أصف لك بعض الجداول بها مواعيد بحصتين في الأسبوع. سوف أذهب لإحضار إستمارة التسجيل، وسأعود بعد قليل."

"بالطبع، سأبقى هنا."

خرج الدكتور (مونرو) من الغرفة، وانتظره (أورين) حتى يغلق الباب وراءه، ومن ثم قال محدثا نفسه وهو يضحك:

"هذه هي فرصتي لأتسلل وأهرب!"

مرت دقيقة ونصف تقريباً، وعاد الدكتور (مونرو) إلى الغرفة وكان يتحدث مخاطباً (بول) وعينيه على إستمارة التسجيل، فكان يقول:

"حسنا، لدي كل شيء هنا." ثم رفع رأسه وهو يقول: "كل ما نحتاجه هو دفع مسبق ل..."

لم يكمل كلامه عندما وجد الغرفة فارغة ولم يكن (بول) هناك.

الدكتور (مونرو): "(بول)؟ .... أين ذهب؟ ..... اللعنة..."

كان (أورين) خارج الغرفة، وهو مستمتع بالأمر بعد أن كان سيمسكه. لكنه أنهى عمله هناك وقرر المغادرة، فكر في أن يذهب ليتبع (جودي) ويرى كيف يمر موعدها، ولكنه تذكر لقائه مع ذلك الرجل الغامض في الزقاق. فقرر مباشرة الذهاب لرؤيته وهو يتمنى أن لا يستيقظ في حوض استحمام مليء بمكعبات الثلج وبدون كِليَتَيْه.

***

دخل (أورين) إلى الزقاق المقصود ووجد ذلك الرجل الغامض واقفا من بعيد، مستديرا ومولّياً ظهره. فوقف خلفه وقال له:

"أنا هنا."

تحدث الرجل الغامض بطريقة غامضة بدون أن يستدير، فقال:

"أتعلم ماذا، لقد كنت أراقبك لعدة أيام مؤخراً، ولا زلت لا أعلم إن كنتَ ذكياً جدا أم غبياً جداً."

ثم استدار ويديه مكثفتين على صدره، ومن ثم أكمل: "ما رأيك يا (أورين)؟"

"اللعنة، ماذا تريد؟ من أنت؟"

الرجل الغامض: "همم... حسناً، لنختصر الحديث ونتحدث في الأشياء المهمة. أنا واحد من أبناء (عشتروت). أنا هو (آشماداي)."

أجاب (أورين) متفاجئاً: "أنت... أنت الذي أطلقت ذلك السهم نحو غرفتي؟"

آشماداي: "نعم. وأنا أحتاج مساعدتك. لا أستطيع المخاطرة بالتحدث إلى أي شخص داخل وخارج الطائفة. ولكني أعلم بأنك تعلم بشأننا. كنتَ تتواجد في المعبد. ولكنهم لم يقتلوك بعد لسبب ما. لذا، إما أنك تعرف كيف تختبئ أو أنك محظوظ للغاية. على كل حال، أريد أن أعرف إن كنتُ أستطيع الوثوق بك. لنبدأ بهذا السؤال.. هل أنت الوحيد الذي يعلم بشأننا؟"

أجاب (أورين) كاذباً فهو لا يريد أن يورط الفتاتان: "نعم."

آشماداي: "أنت سيء في الكذب. أنا أعلم بأن أخواتك من زوجة أبيك أيضاً يعلمون بكل شيء. يجب علينا أن نثق في بعضنا البعض. لذلك أحتاج إلى التحدث معهم. سنلتقي مجددا غدا، هنا على الساعة 08:00 صباحاً. ولا تنسى إحضار أخواتِك."

كان (أورين) قلقاً ومتوتراً فسأله: "وكيف لي أن أعلم بأنني أستطيع الثقة بك؟"

آشماداي: "أنا أعلم من أنت. وأعرف أين تعيش. إن كنتُ أريد قتلك، فلن تكون حياَ في هذه اللحظة التي نتحدث فيها الآن."

لم يعرف (اورين) بما يجيب، واستسلم لـ(آشماداي) بعد أن أقنعه بذلك. وقال له مترددا قليلا:

"ح-حسنا... سوف نكون هنا."

آشماداي: "جيد. الآن إذهب إلى بيتك، وكن حذراً."

***

فتح (أورين) باب منزله ودخل ثم صاح ليخبر الجميع بأنه قد أتى إلى المنزل. فوجد في غرفة المعيشة (لورين) جالسة أمام حاسوبها المحمول و(جودي) مستلقية على بطنها، ويشاهدان مسلسل كرتوني على التلفاز.

"مرحباً يا فتيات! هل كل شيء جيد هنا؟"

أجابت (جودي) بدون أن تتحرك من مكانها: "بالطبع يا أخي!"

"هل أنتم تشاهدون شيئاً ما هنا؟"

لورين: "نحن فقط نمضي الوقت حتى يبدأ برنامج *

من يريد أن يكون تاجراً*

"

"وما هذا؟"

لورين: "برنامج واقعي جديد."

"مممم... لا سوف أتخطى ذلك، أنا سأكون فقط في غرفتي. وبالمناسبة، هل تريدون الذهاب إلى المدرسة غدا معا؟ أريد أن أريكم شيئاَ ما."

جودي: "رائع!"

لورين: "بالطبع، لا مشكلة."

"حسنا، أركم غدا."

كان (أورين) سيذهب إلى غرفته، حتى خرجت (كارلا) من المطبخ ورحّبت به.

"مرحبا (أورين)! كيف كان يومك؟"

استدار حتى يجيبها وكان يقول: "مرحباً (كارلا)! لقد كنتُ..." لكنه لم يكمل كلامه بعد أن رآها، حيث كانت جميلة جدا بلباس جديد وتسريحة شعر جديدة مع وجهها الملائكي الجميل. فقال لها مبتسما:

"واو! أنتِ تبدين جميلة! أحببت تسريحة شعرك الجديدة!"

احمرّت (كارلا) خجلا قليلاً، وقامت بعمل وضعية أنثوية حيث كانت تلمس شعرها وتدوّره، ويدها الأخرى على خصرها، فقالت له:

"أحقا تعتقد ذلك؟"

أجاب (أورين): "بالتأكيد! كل يوم تصبحين أكثر جمالاً وشباباً، إن كان حقا هذا شيئاً منطقياً..."

ازداد احمرار وجه (كارلا) فردّت عليه: "أوه، توقف! أنت..." حتى أدركت أنها اندمجت مع مديح (أورين) لها، فعلمت بأن رغبتها السرية الدفينة التي ذهبت لكي تستفسر عنها عند المعالج النفسي قد بدأت تظهر. فتوقفت عن الكلام وبدأت تحدِّث نفسها:

(حسنا! توقفي يا كارلا... هذا بالضبط ما قاله لك الدكتور مونرو أن لا تقومي به. إنه فقط إطراء بسيط من أورين، وأنتِ بالفعل بدأتِ تفكرين في أفكار بذيئة... فقط كوني مشغولة طوال الوقت وقومي برمي كل تلك الأفكار من ذهنك.)

لم يختفي الإحمرار من وجهها، ولكنها قالت له بارتباك بينما تحاول جاهدة أن تتحدث بشكل طبيعي ولا تفكر في تلك الأشياء:

"حسنا، اهمم... أنا سوف أذهب لكي أنهي بعض الأعمال الورقية... وعليّ أن أرسل بعض الإيميلات أيضاً. تصبح على خير!"

ثم ذهبت بدون أن تقول شيئاً آخر. لكن (أورين) لم ينتبه إلى ارتباك (كارلا) وكان مركزا فقط في شكلها الجديد وجمالها الخلاب.

يتبع..

2022/02/02 · 102 مشاهدة · 1452 كلمة
نادي الروايات - 2024